
تاسوعاء وعاشوراء.. أيام مباركة ترتبط بحدث تاريخي عظيم وفضل روحي كبير
يتجدد اهتمام المسلمين في أنحاء العالم مع حلول شهر الله المحرم، للتعرف على فضائل يومي تاسوعاء وعاشوراء، واللذين يوافقان التاسع والعاشر من الشهر الهجري. ومع اقتراب هذين اليومين، يحرص كثيرون على صيامهما، طلبًا للأجر والمغفرة والاقتراب من الله عز وجل.
وفي هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن عاشوراء هو اليوم العاشر من محرم، وهو يوم صامه النبي محمد ﷺ وأوصى بصيامه، إذ ورد في الحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قدم المدينة فوجد اليهود يصومون هذا اليوم، فلما سأل عن السبب، قيل له إنه يوم نجّى الله فيه بني إسرائيل من فرعون، فقال: "أنا أحق بموسى منكم"، فصامه وأمر بصيامه.
أما تاسوعاء، فهو اليوم الذي يسبق عاشوراء، أي التاسع من محرم، وصيامه سنة أيضًا؛ فقد ورد أن النبي ﷺ أراد صيامه في العام التالي ليخالف اليهود، لكنه توفي قبل أن يدركه. وبذلك يُستحب للمسلمين أن يصوموا اليومين معًا، أو أن يضيفوا الحادي عشر كذلك، لمخالفة أهل الكتاب، كما جاء في بعض الروايات النبوية.
الموعد الرسمي لصيام تاسوعاء وعاشوراء 2025
بحسب ما أعلنته دار الإفتاء، فإن يوم تاسوعاء يصادف الجمعة 4 يوليو 2025، ويليه عاشوراء في السبت 5 يوليو 2025، وهما اليومان التاسع والعاشر من شهر محرم لعام 1447 هجريًا.
لماذا نصوم عاشوراء؟
صيام يوم عاشوراء له فضل عظيم، إذ يكفّر ذنوب السنة السابقة، كما ورد في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: "صيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله". كما يمثل هذا اليوم ذكرى نجاة موسى عليه السلام وقومه، وهلاك فرعون، في مشهد يعكس انتصار الحق والإيمان على الطغيان.
هل يجوز صوم عاشوراء إذا وافق يوم سبت؟
تتكرر الأسئلة الشرعية حول إمكانية صيام عاشوراء إذا صادف يوم السبت، وقد أكّد العلماء أنه لا حرج في صيامه، خاصة إذا جاء ضمن نية صوم السنة النبوية، وليس تخصيصًا ليوم السبت بعينه، وهو ما ينطبق على صيام عاشوراء.
يحمل يوما تاسوعاء وعاشوراء قيمًا دينية وتاريخية كبيرة في وجدان المسلمين، وهما فرصة عظيمة للتوبة وتجديد العهد مع الله، بالصيام والدعاء والعمل الصالح، اقتداءً بسنة النبي محمد ﷺ واتباعًا لنهج الأنبياء.
